يدعوكم معهد العالم العربي الى اكتشاف عطور الشرق وتاريخها، عبر جولة في مساحة تزيد عن 1000 متر مربع تجمع بين الأعمال القديمة والمعاصرة، وتوفّر تجهيزات فريدة للروائح والعطور التي صُممت خصيصًا من قبل كريستوفر شيلدريك.
دوني دايو، قطاف في أعالي الأطلس الأوسط (المغرب)، 2015. تصوير تماثلي. مجموعة الفنان.
دوني دايو٢٠٠ تحفة من مخطوطات ومنمنمات وأقمشة ولوحات وصور وتركيبات وأفلام، إضافة إلى مواد خام تدخل في صناعة العطور، تحكي أهمية الروائح والمراهم والزيوت والبلسمات والماء والدخان في العادات الثقافية والاجتماعية والشخصية في العالم العربي. ويعبّر حوارها في ما بينها عن مدى انتشار العطر في التقاليد العربية وكيف لا يزال يخترق الحياة اليومية. "عطور الشرق" ليس سوى بصمة لا تزال حية لثقافة قديمة ومتأصلة.
الروائح الثمينة
من الجزيرة العربية إلى الهند، ومن جزر إندونيسيا إلى أقاصي آسيا، يبدأ الزائر رحلته بالتعرف على أصل الروائح النادرة والثمينة التي أصبحت شهرة للتجار العرب. منذ العصور القديمة، لعبت الجزيرة العربية، وهي أرض اللبان والعنبر الأبيض والمر، دورًا رئيسيًا في تجارة العطور، ففيما نما الورد والزعفران والياسمين في حوض البحر الأبيض المتوسط ، وتم جمع مواد أولية أخرى من أقاصي آسيا، ظل أصل العنبر الأبيض والمسك غامضًا لفترة طويلة، مما أتاح للعرب التميّز في صناعة العطور.
روائح الحواضر
تستمر الرحلة في المدينة، لاكتشاف استخدامات العطر المتعددة في الفضاء العام. فنجد أنفسنا في سوق العطّارين، الذين يحملون خبرة مرموقة، منذ اكتشاف علماء العرب التقطير في القرن التاسع ميلادي. ويقع سوق العطّارين في قلب الأسواق، على مسافة قريبة من المسجد الرئيسي، مما يدلّ على الدور الأساسي للعطور في طقوس التطهير الموصوفة في الإسلام وتلك التي تجري في الحمام، الذي يعتبر مكاناً رئيسياً للتواصل الاجتماعي. هي فرصة لاستكشاف عناصر الاستمرارية والانفصال بين عصور قبل الإسلام والعالم الإسلامي، والعودة إلى مصر القديمة مثلاً، حيث كانت العطور تستخدم للتواصل مع الآلهة.
في حرم المنزل العربي
ها هو الزائر يصل إلى نهاية رحلته: المنزل. يعد تعطير الضيوف جزءًا لا يتجزأ من الاحتفالية الترحيبية المهمة في الثقافة العربية، وتوجد رذاذات ماء الزهر والمبخرات في كل منزل. ثم ينفتح الأكثر سرية: السرير، حيث تثير العطور الرغبة وترافق مجموعة من طقوس الجاذبية.
القيّمان: أنياس كارايون وحنا بوغانيم
Pour recevoir toute l'actualité de l'Institut du monde arabe sur les sujets qui vous intéressent
Je m'inscris