للمرّة الأولى في تاريخها، تلقي فرنسا الضوء على أحد رواد الفنّ العربي المعاصر، فعبد القادر الريّس مشهورٌ كأحد أهمّ رسّامي الإمارات العربية المتّحدة، فقد تمكّن من المواءمة بين الحداثة والتقاليد، وذلك عبر أثرٍ فنّيٍ ما انفكّ يرتقي بمراتبه باستمرار.
يعيد هذا المعرض غير المسبوق إحياء مسيرة عبد القادر الريّس، وذلك منذ بداياته في السبعينياتّ حتّى عرض آخر لوحاته الّتي رسمّها خصّيصًا من أجل هذا المعرض. وبذلك، سوف يتمكّن زائرو المعرض من التمعّن بأسلوبه الفنّي الّذي تدرّج من الرسوم التصويريّة حتّى التجريدية، كما وسوف يتمكّن من فهم أبعاد أبحاثه التصويريّة، وهي أبحاثًا تصويريّة قام مستكشف زخارفٍ وألوانٍ وأشكالٍ لا يعرف الملل بها، أبحاثًا اشتملت على منح معنًى جديد لبعض العناصر النمطية، وذلك في ضوء الحداثة التصويريّة، الأمر الّذي منح الحياة لبعض أكثر الأعمال الفنّية شهرةً في الإمارات العربية المتّحدة وأسّس مدرسةً فنّية باتت تؤثّر اليوم على الجيل الجديد.
وتشير الأعمال الفنّية المعروضة إلى اهتمام الريّس بالهندسة المعمارية التقليديّة والمناظر الطبيعية، من ما يمثّل موضوعًا يتكرّر بشكلٍ دؤوب في أعماله، الأمر الّذي يشير إلى الأبحاث الّتي قام بها في ما يتعلّق بالتقنية والألوان. أمّا مؤخّرًا، فقد قام الرسّام باعتماد مواضيع أكثر تجريدية تجمع بين فنّ الخطّ والرسوم الهندسيّة. فبذلك، ولّدت رسوماته الّتي تتميّز بالألوان الزاهية وضربات الفرشاة القاسية انطباعًا مرئيًّا قائمًا على العمق والتردّدات المزهرة.
ولد عبد القادر الريّس في العام ١٩٥١، في دبي، حيث بدأ، منذ السبعينيات، بالاشتراك بمعارضٍ جماعية قبل أن يقيم، منذ العام ١٩٧٤، معارض فرديّة لأعماله في جميع إمارات الإمارات العربية المتّحدة، بما في ذلك أحدث معرضٍ له، وهو معرضٍ أقيم في العام ۲٠١٦، في أبو ظبي. ويحقّ للريّس أن يفتخر بعرض أعماله الفنّية في أهمّ المتاحف حول العالم. وحتّى في جنيف حيث تمّ عرض إحدى لوحاته في مقّر منظّمة الأمم المتّحدة لستّة أشهرٍ. كرّمت الإمارات العربيّة المتّحدة جهوده بمنح أثره الفنّي جائزة الإمارات التقديرية للعلوم والفنون والآداب السنوية في العام ۲٠٠٦ عن فئة "التصوير والرسم".
Pour recevoir toute l'actualité de l'Institut du monde arabe sur les sujets qui vous intéressent
Je m'inscris