سبت الشعر | المعرّي، الشاعر والفيلسوف الحر

المعرّي، الشاعر والمفكّر الحر

ولد أبو العلاء المعرّي، الذي عُرف بلقب "رهين المحبسين" عام 973 في معرّة النعمان بشمال سوريا ويُعدّ بلا شكّ الأكثر حداثةً بين جميع الشعراء العرب الكلاسيكيين. حريّة فكره وتطلعاته الأخلاقية العالية أدّته إلى استكشاف عميق لمصير الإنسان وإلى نقد لا هوادة فيه لجميع العقائد اللاهوتية أو الفلسفية في زمنه. عاش المعرّي حياته الأولى كمكفوف في المعرّة حيث تلقّى تعليمه في المواضيع الدينية والدنيوية. ذاع صيته كشاعر وعالم في سوريا حتى وصل إلى بغداد حيث استقر عام 1008.

وبعد أن خيبت توقعاته، قرر لعودة إلى المعرّة ليعيش حياة منعزلة، بدءًا من سن الثامنة والثلاثين، حيث عاش زاهداً دون زوجة أو أطفال حتى وفاته في عام 1057. كتب نحو ستين عملاً من الشعر والنثر، وصلنا منها عشرة فقط، كان أهمها ديوان "اللزوميات" الذي جمع قصائد ألزم نفسه فيها بقواعد صارمة في ما يتعلق بالقوافي. وفي هذا الديوان، يظهر المعرّي  فكره القوي الذي يستند إلى رؤية للعالم تشوبها تشاؤم شديد.

يقدّم الأمسية فاروق مردم بك، تتبعه قراءة بالعربية لريموند حسني وقراءة بالفرنسية لحمو قريا، وعزف على العود من قبل مهند الجرماني.

بدعم